31 - الفصل 27: شجرة و جوهر!

الفصل 27: شجرة و جوهر!

------------------

هاه؟؟ اختبار؟؟؟

انا ايضا تفاجأت بما يقوله…

هل يقصد أن كل ما جرى معه الى الآن اختبار فقط؟

لكن رغم ذلك الوضع يجعلك تشعر و كأن سايرو كان المتحكم بمصيره منذ ان دخل الى هذا الغريب بابتسامته تلك.

"لا تتفاجئي هكذا فحتى أنا نسيت أمر هذا الاختبار بسببك كليا.."

"ما الذي تعنيه بالاختبار ايها الوغد، لن تخدعني ابدا لن اسمح لك ابدا بأخذ عالمي!"

رغم كونها لم تفهم مقصد سايرو الا انها لازالت مصممة على قرارها الأولي..

لكن ما الذي تعنيه بأخذ عالمها؟

" حسنا اظن انك لم تعودي ذات فائدة الآن..لكن قبل ان اقرر مصيرك، اخبريني من أنت و كم عمرت ايها الشقية…

لا بل ايتها العجوزة! "

" انت..انت…انت!! فقط ما الذي لا تعرفه! ايها الحقير!!"

بينما هي تصرخ على سايرو، ارسل نية قتل فظيعة نحوها..

لتتجمد في مكانها من الخوف غير قادرة على نطق كلمة زيادة.

" حقير..حقير..هل هذا كل ما تعرفين قوله، جاوبي عن سؤال فصبري اقل من ما تظنين!"

عرف سايرو انها كانت تختبر صبره و تلهيه عن ما كانت تحاول فعله..

فقد كانت تحاول فك الختم على روحها، مع انه من الواضح لا يوجد شخص على وجه هذه البسيطة يستطيع التعامل مع اختام سايرو.

و بعد ان اوقف سايرو نية قتله من التسرب نحوها استطاعت ان تتكلم لكن بخوف شديد.

"أنا..انا اسفة…لا تقتلني رجاء…ارجوك.."

"تكلمي"

"لقد..لقد بدا الأمر منذ أن اتينا الى هذا العالم.

عندما وصلنا الى هذا العالم ظهرت لدي نافذة سوداء فيها علامة قفل ذهبي ثم مباشرة سمعت صوت يقول في رأسي 'هذا العالم ملكك، احميه حتى يعود بطله' ثم مباشرة بعدها وجدت نفسي استطيع التحكم بكل الأشخاص الذي انتقلوا معنا بسهولة…"

و بعد ان انهت حكايتها خلص سايرو كل شيء في التالي:

بمجرد وصولها حصلت على قدرة التحكم في الأشخاص الذي معها كما ان حفيدها من ضمنهم، كما انها هي من ارسلتهم في تلك الرحلة تحت مسمى مهمة لاستكشاف باقي العالم…

لكن بمجرد ان غادروا اختفى الاتصال الذي كان لديها معهم و اختفى تحكمها بهم، عندها ادركت ان البطل المقصود ليس حفيدها بل شخص اخر سيستدعى الى هذا العالم مثلما جرى معها…

فقررت حماية هذا العالم من البطل نفسه.

و لكي تستطيع حمايته اخترعت طريقة تمكنها من الانتقال بين الاجساد التي تتحكم بهم، لكن بالخطأ…

"حبست في جسد تلك الفتاة الصغيرة؟ لا ليس هذا و حسب بل فقدتي اغلب ذكرياتك بسبب انسجام روحك مع جسد الطفلة و نسيت مهمتك؟"

سأل سايرو بسخرية.

"أ..أجل...لو لم تقتل أبي لما تذكرت مهمتي ابدا…"

جلس سايرو في الأرض و دخل في تفكير عميق، بينما يحاول ربط الأحداث بين بعضها البعض و يحاول اكتشاف شيء معين.

……..

خيم الظلام الدامس على المكان و نام كل سكان القرية منذ ساعات…

ثم اخيرا توقف سايرو عن التفكير و قام لإشعال الشموع.

"كم مرت من سنة منذ مجيئك لهذا العالم؟"

كانت الفتاة تعبة جدا لدرجة انها نامت جالسة، لكن سايرو ايقظها بسؤاله.

"ها..همم..اعتذر…

اظن انه قد مرت قرابة القرن و نصف، و لسبب ما لا احد في هذا العالم يتقدم في العمر.."

'اذا كان ظني صحيح فهم قد تقدموا بالعمر لكن لعدة اسابيع فقط'

تكلم سايرو و كانه قد وجد الحل الذي يبحث عنه…

اضافة الى انه قد اعطى تلميح معين، قانون الزمن في هذا العالم غير طبيعي.

" سؤال أخير…هل سبق لك ان رأيت شجرة ضخمة في هذا العالم؟ "

"ضخمة؟ اذا كنت تقصد شديدة الضخامة، فأجل لقد رأينا واحد من قبل لكنها بعيدة جدا عن هذه القرية.."

وقف سايرو و فتح الباب، ثم حمل الفتاة بين ذراعه اليمنى و توجه الى الخارج حاملا شعلة في يده اليسرى.

" ارشديني على الطريق! " ثم انطلق مسرعا بسرعة هائلة.

" هوااااااااااااااا…ارغهه…سرييييغ..جداااااااا"

"اصمتي و اخبرني عن الاتجاه"

" ا..ليميينغ"

'كيف له بحق الحقارة ان يجري بهذه السرعة و هو يحمل شعلة بدون أن تنطفئ؟؟!' كانت الفتاة مستغربة من تحكمه سايرو الهائل في سرعة تحركه و قوة تقنية حركته لكنها لم تعرف ماهيتهم.

" اليمين..اذا لنزيد السرعة!"

……..

بعد نصف ساعة…

وصل سايرو و الفتاة الى الشجرة الضخمة بنجاح.

"تقيئ… ارغه…اقسم اني رأيت ملك الموت ينظر إلي لوهلة…برغه.."

كانت الشجرة ضخمة جدا، لا بل عملاقة للغاية!

طولها قرابة ال100 متر بينما عرضها قرابة ال30 مترا.

عملاقة لدرجة ان سايرو المعروف بطوله بين اغلبية البشر بدى كالنملة أمامها.

"اذا…هذا هو جوهر هذا العالم…"

بدأ سايرو يتصفح جذور الشجرة العملاقة بينما يبحث عن شيء ما…

في حين ان الفتاة لازالت تتقيأ.

و بعد بضع دقائق، وجد سايرو فتحة كبيرة في أحد جذوع الشجرة.

"هذا هو المدخل، لنذهب."

"ايها السيد الحقير…انتظرني!"

دخل سايرو و الفتاة المدخل، في حين الظلام لازال مخيم على المكان كان للشعلة فائدة كبيرة في استكشاف الداخل.

كان طريق مستقيم حجري و كأنه صنع بفعل شخص ما و ليس طريق مصنوع طبيعيا.

و عندما اقترب الاثنان من مخرج الطريق بدأ يظهر ضوء اخضر براق

جعل سايرو يسرع الى المخرج.

و عندما خرجا منه…

وجدا جوهرة ضخمة براقة مغطاة بجذور خضراء رقيقة.

"يا لجمالها!"

تعجبت الفتاة من جمالها الخلاب الذي يسر العين و الجوارح.

تقدم سايرو للبلورة و قام لمسها، فتفاعلت البلورة معه فزاد بريقها و بدأت بالنبض و كأنها قلب وحش على سفير الموت.

*نبض…

*نبض..

فبدأت الفتاة بالبكاء فجأة…

" لماذا…لماذا أشعر بهذا الحزن الشديد فجأة…؟"

فتكلم سايرو قائلا "شجرة قوية مثلك لا تستحق ان تموت بهذه الطريقة اليس كذلك؟ كوني مطمئنة انني سأجعل عالمك هذا ارقى العوالم و أسماها"

فجأة اصبحت الجوهرة مليئة بالمانا النقية بعد ان كلام سايرو الأخير…

بدأت الجوهرة في الطفو في الجو، تتضخم و يتغير شكلها ببطء الى ان وصلت لمركز تجويف الشجرة العملاقة.

فبدأت الشجرة في التهام تلك المانا عبر جذورها الرقيقة و نشرها في جميع انحاء العالم…

في الجو، النباتات، الجذور الأرضية و حتى الجماد.

……..

خرج سايرو و الفتاة من جوهر الشجرة العملاقة ثم سألت الفتاة سايرو

"ما هذه الشجرة بحق الجحيم و لماذا اشعر بهذا القرب الشديد لها؟ انا حقا لا افهم.."

"هذه الشجرة هي اندر اشجار الكون، شجرة العالم، حتى في النطاقات العظمى لا تجد سوى شجرتين او ثلاث فما بالك بعالم صغير كهذا…

اما سبب قربك بها، لان الشجرة هي من اهدتك قواك الروحية تلك و هي من طلبت منك حماية هذا العالم.

عندما تحزن الشجرة ستحزنين انت ايضا و عندما تموت الشجرة ستموتين انت ايضا"

ظهرت ملامح الحزن على الفتاة و ردت على سايرو

" فهمت…فهمت"

و بدأت البكاء مرة أخرى.

……..

بعد ان انتهت الفتاة من بكائها عاد الاثنان الى القرية مجددا…

و طلع النهار على العالم و استيقظت الحياة في هذا العالم بطريقة جديدة.

العالم الذي كان بدون مانا لم يعد كذلك، و الناس الذي يعيشون في تلك القرى اختفوا فجأة.

" يا شقية، اظن انك تعلمين لماذا اختفى الكل فجأة؟"

"اجل…انا كنت اعلم ان كل الناس و كل تلك الذكريات كانت مزيفة. فقط… فقط كنت اكذب على ذاتي و اصدق انهم حقيقيون…

لا بأس انا اتفهم كل ذلك.

و اسمي ليس شقية، بل سورا! "

اثناء حديثهما ظهرت الورقة السوداء امامه مجددا و كان مكتوب فيها التالي…

[نجح المالك في اختبار حجر الأقدار الأول - اختبار الموت]

[سيعود المالك لزمنه خلال…7…6…5..]

" لقد أصبح هذا العالم ملكك مؤقتا حتى اجدك مجددا..

هذه المرة احميه من اجلي او انني حقا سأقوم بقتلك."

ظهرت بوابة انتقال زمكانية امام سايرو ثم سحبته داخلها.

"ا…انتظر!!"

لكن حاولت سورا ايقافه قبل ان يغادر…

"عسى ان يجمعنا القدر مجددا، سورا"

ثم اختفى سايرو.

………

ظهر سايرو في بحيرة تجميع المانا الذي انتقل فيها من قبل.

قام بإخفاء هالته بسرعة ثم استدار ليتفحص المحيط حوله بحذر…

"ارغه…اين نحن بحق الحقارة؟"

فوجد سورا مرمية على الأرض وراءه.

" هاااه؟! "

--------------

تأليف: Souhayl TP

2023/02/12 · 104 مشاهدة · 1197 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2024